كيف أعيش في النور الأحد الرابع بعد القيامة ١٧ مايو ٢٠٢٠
“فقالَ لهُمْ يَسوعُ: «النّورُ معكُمْ زَمانًا قَليلًا بَعدُ، فسيروا ما دامَ لكُمُ النّورُ لئَلّا يُدرِكَكُمُ الظَّلامُ. والّذي يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَعلَمُ إلَى أين يَذهَبُ. ما دامَ لكُمُ النّورُ آمِنوا بالنّورِ لتَصيروا أبناءَ النّورِ». تكلَّمَ يَسوعُ بهذا ثُمَّ مَضَى واختَفَى عنهُمْ. ومَعَ أنَّهُ كانَ قد صَنَعَ أمامَهُمْ آياتٍ هذا عَدَدُها، لَمْ يؤمِنوا بهِ، ليَتِمَّ قَوْلُ إشَعياءَ النَّبيِّ الّذي قالهُ: «يا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنا؟ ولِمَنِ استُعلِنَتْ ذِراعُ الرَّبِّ؟». لهذا لَمْ يَقدِروا أنْ يؤمِنوا. لأنَّ إشَعياءَ قالَ أيضًا: «قد أعمَى عُيونَهُمْ، وأغلَظَ قُلوبَهُمْ، لئَلّا يُبصِروا بعُيونِهِمْ، ويَشعُروا بقُلوبهِمْ، ويَرجِعوا فأشفيَهُمْ». قالَ إشَعياءُ هذا حينَ رأى مَجدَهُ وتَكلَّمَ عنهُ. ولكن مع ذلكَ آمَنَ بهِ كثيرونَ مِنَ الرّؤَساءِ أيضًا، غَيرَ أنهُم لسَبَبِ الفَرّيسيّينَ لَمْ يَعتَرِفوا بهِ، لئَلّا يَصيروا خارِجَ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ أحَبّوا مَجدَ النّاسِ أكثَرَ مِنْ مَجدِ اللهِ. فنادَى يَسوعُ وقالَ: «الّذي يؤمِنُ بي، ليس يؤمِنُ بي بل بالّذي أرسَلَني. والّذي يَراني يَرَى الّذي أرسَلَني. أنا قد جِئتُ نورًا إلَى العالَمِ، حتَّى كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بي لا يَمكُثُ في الظُّلمَةِ. وإنْ سمِعَ أحَدٌ كلامي ولَمْ يؤمِنْ فأنا لا أدينُهُ، لأنّي لَمْ آتِ لأدينَ العالَمَ بل لأُخَلِّصَ العالَمَ. مَنْ رَذَلَني ولَمْ يَقبَلْ كلامي فلهُ مَنْ يَدينُهُ. الكلامُ الّذي تكلَّمتُ بهِ هو يَدينُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنّي لَمْ أتَكلَّمْ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الّذي أرسَلَني هو أعطاني وصيَّةً: ماذا أقولُ وبماذا أتَكلَّمُ. وأنا أعلَمُ أنَّ وصيَّتَهُ هي حياةٌ أبديَّةٌ. فما أتَكلَّمُ أنا بهِ، فكما قالَ لي الآبُ هكذا أتَكلَّمُ».” يوحَنا 12: 35-50
أسابيع الخماسين المقدسة ١- الأحد الأول : ايماننا بالقيامة (احد الآحاد) (احد توما) (يوحنا ٢٠) ٢- الأحد الثاني: خبز الحياة (يوحنا ٦) ٣- الأحد الثالث : ماء الحياة ( يوحنا ٤) ٤- الأحد الرابع: نور الحياة ( يوحنا ١٢) ٥- الأحد الخامس: طريق الحياة (يوحنا ١٤) ٦- الأحد السادس: غلبة العالم (يوحنا ١٦) ٧- الأحد السابع: الروح القدس (يوحنا ١٥، ١٦) وفي كل منها يعلن الرب له كل المجد بقوله (انا ……..) : أنا هو خبز الحياة أنا هو الماء الحي أنا هو نور العالم أنا هو الطريق والحق والحياة أنا هو باب الخراف أنا هو الراعي الصالح أنا هو القيامة و الحياة أنا الكرمة الحقيقية اليوم يقول لنا أنا هو نور العالم
في العهد القديم: كان الله يقود شعبه في شكل عمود سحاب بالنهار وعمود نار بالليل “وكانَ الرَّبُّ يَسيرُ أمامَهُمْ نهارًا في عَمودِ سحابٍ ليَهديَهُمْ في الطريقِ، وليلًا في عَمودِ نارٍ ليُضيءَ لهُمْ. لكَيْ يَمشوا نهارًا وليلًا.” الخُروجُ 13: 21
يقودهم ويضلل عليهم بالنهار ويقودهم ويحميهم ويدفئهم وينير لهم بالليل. كان هذا المنظر اشاره الى سر التجسد: حيث السحابة تشير إلى الجسد وعمود النار يشير إلى اللاهوت وهذان الاثنان هما في واحد.
وفي العهد الجديد: يأمرنا رب المجد اليوم ان نسير في النور ويقودنا لكن بطريقه فعاله اكثر : “”النّورُ معكُمْ زَمانًا قَليلًا بَعدُ، فسيروا ما دامَ لكُمُ النّورُ لئَلّا يُدرِكَكُمُ الظَّلامُ”” “Then Jesus said to them, “A little while longer the light is with you. Walk while you have the light, lest darkness overtake you. John 12:35-36
وأوضحها لنا القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل إفسس ٥: ٨ “لأنَّكُمْ كنتُم قَبلًا ظُلمَةً، وأمّا الآنَ فنورٌ في الرَّبِّ. اسلُكوا كأولادِ نورٍ.” For you were once darkness, but now you are light in the Lord. Walk as children of light بهذا في العهد الجديد نقل المفهوم من نور له تاثير خارجي الي النور كصفة لنا من الداخل كأولاد لله*
تامل جميل قاله القديس اغريغوريوس الكبير: ان عمود السحاب الذي يظهر بالنهار يشير الى ظهور الله في حياة القديسين وعمود النار الذي يظهر بالليل يشير الى ظهور الله في حياة غير المؤمنين
الان كيف ارى هذا النور واعيش هذا النور: كما قال بولس الرسول: “لِأَنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.” كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ 4: 6
كل ما نريد ان نعرفه عن الله نراه في المسيح * الذي راني فقد رأى الأب ….. الابن الوحيد الذي في حضن الأب هو خبر (“اللهُ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الِابنُ الوَحيدُ الّذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ.”) يوحَنا 1: 18 ما معنى ان نسير في النور؟ ١- تعني ان كل تصرفاتك تكون نقيه كالنور: مقدسه! “شاكِرينَ الآبَ الّذي أهَّلَنا لشَرِكَةِ ميراثِ القِدّيسينَ في النّورِ،” كولوسّي 1: 12 * ميراث القديسين كل افكارك تكون طاهره مقدسة، كل كلامك يكون نقي. السير في النور ليس معناه فقط انك مسيحي ، السير في النور معناه انك تتحرك في اتجاة السماء انك تجتني فضائل تؤهلك لحياة القداسة. ليس لك أفكار او او كلام او افعال في الظلمه.
٢- السير في النور معناه الالتزام بوصايا الله: انت كابن لله يجب ان تعتبر نفسك ملزماً بتنفيذ وصاياه ليس لك اختيار ان تطيع الوصيه او ان ترفضها ، القديس بولس الرسول سمى نفسه عبد يسوع المسيح bondservant والعبد ليس له حرية الاختيار. “أحمَدُكَ باستِقامَةِ قَلبٍ عِندَ تعَلُّمي أحكامَ عَدلِكَ.” المَزاميرُ 119: 7
“حينَئذٍ لا أخزَى إذا نَظَرتُ إلَى كُلِّ وصاياكَ.” المَزاميرُ 119: 6 ٣- السير في النور هو ان نتبع مثال مخلصنا : “ثُمَّ كلَّمَهُمْ يَسوعُ أيضًا قائلًا: «أنا هو نورُ العالَمِ. مَنْ يتبَعني فلا يَمشي في الظُّلمَةِ بل يكونُ لهُ نورُ الحياةِ».” يوحَنا 8: 12
٤- السير في النور معناه الا نخلط بين النور والظلمة : بين النجاسة و الطهارة…. “في البَدءِ خَلَقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ. وكانتِ الأرضُ خَرِبَةً وخاليَةً، وعلَى وجهِ الغَمرِ ظُلمَةٌ، وروحُ اللهِ يَرِفُّ علَى وجهِ المياهِ. وقالَ اللهُ: «ليَكُنْ نورٌ»، فكانَ نورٌ. ورأى اللهُ النّورَ أنَّهُ حَسَنٌ. وفَصَلَ اللهُ بَينَ النّورِ والظُّلمَةِ. ودَعا اللهُ النّورَ نهارًا، والظُّلمَةُ دَعاها ليلًا. وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا واحِدًا.” التَّكوينُ 1:1-5
“رَفيقٌ أنا لكُلِّ الّذينَ يتَّقونَكَ ولِحافِظي وصاياكَ.” المَزاميرُ 119: 63
“لا تكونوا تحتَ نيرٍ مع غَيرِ المؤمِنينَ، لأنَّهُ أيَّةُ خُلطَةٍ للبِرِّ والإثمِ؟ وأيَّةُ شَرِكَةٍ للنّورِ مع الظُّلمَةِ؟ وأيُّ اتِّفاقٍ للمَسيحِ مع بَليعالَ؟ وأيُّ نَصيبٍ للمؤمِنِ مع غَيرِ المؤمِنِ؟ وأيَّةُ موافَقَةٍ لهَيكلِ اللهِ مع الأوثانِ؟ فإنَّكُمْ أنتُمْ هَيكلُ اللهِ الحَيِّ، كما قالَ اللهُ: «إنّي سأسكُنُ فيهِمْ وأسيرُ بَينَهُمْ، وأكونُ لهُمْ إلهًا، وهُم يكونونَ لي شَعبًا.” كورِنثوس الثّانيةُ 6: 14-16 ٥- السير في النور معناه اننا نحب بَعضُنَا بعضاً: “مَنْ قالَ: إنَّهُ في النّورِ وهو يُبغِضُ أخاهُ، فهو إلَى الآنَ في الظُّلمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أخاهُ يَثبُتُ في النّورِ وليس فيهِ عَثرَةٌ. وأمّا مَنْ يُبغِضُ أخاهُ فهو في الظُّلمَةِ، وفي الظُّلمَةِ يَسلُكُ، ولا يَعلَمُ أين يَمضي، لأنَّ الظُّلمَةَ أعمَتْ عَينَيهِ.” يوحَنا الأولَى 2: 9-11
٦- السير في النور معناه القوة والشهاده لله. في يوحنا ١٢: “ولكن مع ذلكَ آمَنَ بهِ كثيرونَ مِنَ الرّؤَساءِ أيضًا، غَيرَ أنهُم لسَبَبِ الفَرّيسيّينَ لَمْ يَعتَرِفوا بهِ، لئَلّا يَصيروا خارِجَ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ أحَبّوا مَجدَ النّاسِ أكثَرَ مِنْ مَجدِ اللهِ. فنادَى يَسوعُ وقالَ: «الّذي يؤمِنُ بي، ليس يؤمِنُ بي بل بالّذي أرسَلَني. والّذي يَراني يَرَى الّذي أرسَلَني. أنا قد جِئتُ نورًا إلَى العالَمِ، حتَّى كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بي لا يَمكُثُ في الظُّلمَةِ.” يوحَنا 12: 42-46 “قد تناهَى اللَّيلُ وتَقارَبَ النَّهارُ، فلنَخلَعْ أعمالَ الظُّلمَةِ ونَلبَسْ أسلِحَةَ النّورِ.” روميَةَ 13: 12
اخيراً:
السير في النور محتاج مني إيمان وفهم و جهاد و اصرار انني أسير في النور. “فدُفِنّا معهُ بالمَعموديَّةِ للموتِ، حتَّى كما أُقيمَ المَسيحُ مِنَ الأمواتِ، بمَجدِ الآبِ، هكذا نَسلُكُ نَحنُ أيضًا في جِدَّةِ الحياةِ؟” روميَةَ 6: 4
يوحنا ذهبي الفم: انت تؤمن ان المسيح مات وقام اذن أمن أيضاً انك بالمثل، لأنك اذا شاركت في صليبه ودفنه سوف تشارك معه في قيامته ونسلك في جدة الحياة معناه ان نتقدم في هذه الحياه الجديدة بنور المسيح.
١- السير في النور معناه ان كل تصرفاتك تكون نقيه كالنور ٢- السير في النور معناه الالتزام بوصايا الله: ٣- السير في النور معناه ان نتبع مثال مخلصنا ٤- السير في النور معناه الا نخلط بين النور والظلمة ٥- السير في النور معناه اننا نحب بَعضُنَا بعضاً ٦- السير في النور معناه القوة والشهاده لله
المجد لله دائماً
Fr. Abraam Farah